يبين هذا الموضوع المعرفة الهندسية و التطبيقات التكنولوجية التي يمكن تعلمها من التفكر في شعيرات الاستشعار التي خلقها الله للبعوضة. و هذا الموضوع يأتي من ضرب الله لمثال البعوضة في سورة البقرة – آية (26): (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ)، حيث أنه عندما يلفت نظرنا الله عز و جل لمخلوق من مخلوقاته في القرآن الكريم فإن الواجب عمله من الإنسان المؤمن هو التفكر في هذه المخلوقات لتعلّم أفضل هندسة و تطبيقات تكنولوجية من تصميم المولى لهذه المخلوقات.
هوائي البعوضة:
إذا تفكرنا في خلق الله للبعوضة و بالأخص الشعيرات على رأس البعوضة التي خلقها الله لكي تستشعر بها البعوضة البيئة المحيطة بها (هوائي البعوضة) كما هو مبيّن في صورة (1).
صورة (1): خلق الله للشعيرات الاستشعارية على رأس البعوضة.
و ربطنا هذا مع قول الحق في سورة فصلّت – الآية (39): (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) نستطيع أن نعرف وظيفة هوائي البعوضة حيث أن الحق جل و على ربط في الآية الكريمة الاهتزاز بالنمو (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) فإذا كل شيء حي يجب أن يكون في حالة اهتزازية ليكون هناك نمو و حياة، فإذا طبّقنا هذا على هوائي البعوضة نستنتج بأن الوظيفة الرئيسية له هو حصد الطاقة الاهتزازية الساقطة عليه و من أهم الإشارات الاهتزازية التي يتم التقاطها من قبل هذا الهوائي هي الاهتزازات الميكانيكية في ذرات الهواء المحيط بجسم البعوضة (أي الصوت).
فإذا تعلمنا تصميم الله عز و جل لهذه الشعيرات نستطيع أن نتعلم أفضل تصميم لهوائي قادر على حصد الطاقة الميكانيكية الاهتزازية الساقطة عليه بأعلى كفاءة بدل أسلوب التجربة و الخطأ المتبع حاليا و الذي أضاع الكثير من الوقت و الجهد.
التفكر في تصميم هوائي البعوضة:
لفهم خلق الله لهوائي البعوضة ينبغي لنا أن نعرف شكل الإشارة الاهتزازية التي يلتقطها هذه الهوائي و لمعرفة ذلك نلجأ إلى القرآن الكريم في سورة الأنبياء – الآية (30): (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، حيث يعلمنا الله بأنه جعل من الماء كل شيء حي أي أنه خلق كل شيء بذات تصميم الماء و بذلك نتعلم بأن الطاقة الاهتزازية الميكانيكية يجب أن تنتقل من مصدرها بذات انتقال الطاقة من مصدرها في الماء أي على هيئة دوائر متحدة المركز و في فضاء ثلاثي الأبعاد على هيئة دوائر متحدة المركز كما هو مبين في صورة (2).
صورة (2): انتقال الطاقة من مصدرها في الخلق كانتقال الطاقة في الماء.
فإذا ربطنا هذا الاستنتاج مع الحقيقة بأن الله أحسن كل شيء خلقه و هذا يعني بأن أي نظام هندسي في خلق الله له كفاءة تساوي 100% فهذا يستوجب أن يلتقط هوائي البعوضة الاهتزازات الميكانيكية لذرات الهواء بالكامل و بالتالي نجد تصميم المولى للشعيرات على رأس البعوضة على هيئة شكل نصف كروي مقعّر و هو الشكل المثالي لاستقبال طاقة اهتزازية لها شكل كروي محدّب كما هو مبيّن في صورة (3).
صورة (3): حصد الشكل المقعّر لهوائي البعوضة للطاقة الاهتزازية للهواء المحيط به.
فتقوم طاقة الصوت بعمل اهتزازات في الشعيرات المبيّنة في صورة (3) و بذلك يهتز هوائي البعوضة و تنتقل هذه الاهتزازات إلى قاعدة الهوائي الذي يحتوي على مركبّات تحوّل الاهتزازات الميكانيكية إلى طاقة كهربائية لتنتقل عن طريق الجهاز العصبي للبعوضة إلى مراكز الإحساس في دماغ البعوضة و تتحول هذه الطاقة هناك إلى مجال مغناطيسي يجعل البعوضة تستوعب هذه الاهتزازات مثل عملية السمع في الإنسان.
قساوة هوائي البعوضة:
إذا تفكرنا أكثر و أكثر في خلق الله لهوائي البعوضة نتعلم هندسة على مستوى لا يعرفه البشر فإذا تفكرنا في قساوة هوائي البعوضة نجد بأن له قيمة صغيره جدا، و قمت باستنتاج هذا بالعلم بأن الله عز و جل خلق هوائي البعوضة بحيث أن له طول أكبر بكثير من عرضه كما هو مبيّن في صورة (4) و أيضا خُلق من مادة خفيفة و لها قساوة قليلة جدا. فإذا قمنا بوضع هذه الحقائق في المعادلة التي يتم بواسطتها حساب قساوة المنشآت نجد بأن لهوائي البعوضة قساوة قليلة جدا كما هو مبيّن في صورة (5).
صورة (4): النسبة الكبيرة لطول هوائي البعوضة إلى العرض. صورة (5): كيفية حساب قساوة هوائي البعوضة.
هذه القساوة القليلة لهوائي البعوضة تعني بأن أقل اهتزاز لذرات الهواء بجانب الهوائي ستؤدي إلى اهتزاز كبير للهوائي و هذا يعني حساسية كبيرة جدا لحصد الطاقة الميكانيكية الاهتزازية فتبارك الله أحسن الخالقين.
التطبيقات الهندسية من هوائي البعوضة:
بعد هذا الفهم من القرآن الكريم لخلق الله عز و جل لهوائي البعوضة السؤال الآن هو عن ماهية التطبيقات الهندسية و التكنولوجية لهذا الفهم. من التطبيقات هو تصميم هوائي قادر على حصد الاهتزازات بأعلى كفاءة، فتبين صورة (6) تصميم لهوائي مبني على هوائي البعوضة قادر على حصد الاهتزازات الكهرومغناطيسية بكفاءة عالية و ذلك عن طريق وضع أعمدة جانبية قادرة على حصد كمية أكبر من الطاقة الاهتزازية.
صورة (6): تصميم لهوائي مبني على توزيع الشعيرات في هوائي البعوضة.
نلاحظ من المثال المبيّن في صورة (6) بأن الغريب عن الدين تنبّه إلى ضرورة دراسة المخلوقات لعمل تصاميم هندسية متطورة و بكفاءات عالية و لكننا نجد في الوقت ذاته بأن غالبية المسلمين لم يتفكروا في مخلوقات الله عز و جل و هجروا القرآن و لذلك يجدوا أنفسهم في الوضع المتأخر الذي هم فيه و هذا تصديقا لقول الحق سبحانه في سورة الزخرف – الآية (76): (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ).
السبت يونيو 21, 2008 2:50 pm
