موضوع: الإعجاز في فهم الجاذبية بهدي القرآن الأحد يوليو 27, 2008 10:06 am
مقدمة:
يبين هذا الموضوع كيفية فهم مجال الجاذبية عن طريق التفكر في آيات القرآن الكريم، و من الجدير بالذكر أن السؤال حول تصميم و هيكلية مجال الجاذبية قد حيّر العلماء لأكثر من مائتين سنة و لغاية هذا التاريخ لا يوجد جواب شافي حول ماهية مجال الجاذبية و حول الوحدة الرئيسية التي يتركب منها هذا المجال.
ففي هذا البحث سأبيّن بهدى من الله كيفية معرفة شكل مجال الجاذبية و الوحدة الرئيسية التي يتألف منها و ذلك عن طريق أخذ القرآن ككتاب يمكن تعلم منه علم كل شيء تصديقا لقول الحق في القرآن الكريم بأنه لم يترك أي شيء خارج القرآن (سورة الأنعام – الآية 38): (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ).
فهم مجال الجاذبية من القرآن:
يمكننا بالاعتماد على القرآن الكريم فهم مجال الجاذبية من حيث التصميم و الوحدة المؤلفة له بالكامل عن طريق التفكر في آية واحدة فقط و كما قلت بأن هذا البحث قد حيّر العلماء لمئات السنين و استخدموا العديد من المراجع و التجارب بدون فائدة تذكر و لكننا سنبين فهم مجال الجاذبية عن طريق التفكر في آية واحدة من القرآن مما يبين تفوّق علم الله في القرآن على جميع معارف البشر في هذا الزمان، و الآية التي يعلمنا الله منها مجال الجاذبية هي آية رقم (30) من سورة الأنبياء: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ).
حيث إذا تفكرنا في هذه الآية الكريمة نجد بأن المولى عز و جل يعلمنا بأن خلق كل شيء في هذا الوجود بذات تصميم الماء (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) و نستفيد من هذا الفهم في هذا السياق بأن الطاقة سواء أكانت طاقة ميكانيكية، كهربائية، حرارية، جاذبية، و غيرها فإنها تنتقل من مصدرها كانتقال الطاقة في الماء.
فإذا تفكرنا في كيفية انتقال الطاقة في الماء نجد بأنها تنتقل من مصدرها على هيئة دوائر متحدة المركز كما هو مبين في صورة (1)، فإذا يجب أن تنتقل طاقة الجاذبية من مصدرها على هيئة دوائر متحدة المركز مثل الماء تماما كما هو مبيّن في صورة (2) و بالتالي تعلمنا هنا الشكل العام لمجال الجاذبية بهدي القرآن.
صورة (1): انتقال الطاقة من مركزها في الماء. صورة (2): شكل مجال الجاذبية الأرضية
فالسؤال الآن هو عن ماهية الوحدة المؤلفة لمجال الجاذبية؟
نجد الإجابة في ذات الآية الكريمة السابق ذكرها و ذلك عن طريق التفكر في قول الحق (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)، حيث يخبرنا المولى بأن السماوات و الأرض (أي جميع هذا الخلق) قبل أن يكون بالصورة التي نراها الآن كان رتقا أي نسيج و من ثم فتق الله هذا النسيج أي مزقه إلى قطع، فإذا تدبرنا هذا الأمر نستنتج بأن الوحدة المؤلفة لأي نسيج هي عبارة عن خيوط مجدولة كما هو مبيّن في صورة (3).
صورة (3): الوحدة الأساسية المؤلفة للنسيج (ثلاث خيوط مجدولة).
و بما أن الله عز و جل يخبرنا بأن الكون (السماوات و الأرض) كان نسيج و مازال للآن نسيج و لكنه ممزق فإذا نستنتج بأن الوحدة الأساسية المؤلفة لهذا الكون يجب أن تكون عبارة عن خيوط مجدولة على شكل نسيج كالمبيّنة في صورة (4)، و نستنتج من هذا أيضا بأن الوحدة الأساسية المؤلفة لمجال الجاذبية هي عبارة عن ثلاث خيوط مجدولة و إذا ربطنا هذا مع الاستنتاج السابق بأن طاقة الجاذبية يجب أن تنتقل من مصدرها على هيئة دوائر متحدة المركز فإننا نستطيع تكويّن صورة لمجال الجاذبية من حيث الشكل و الوحدات المؤلفة له كما هو مبيّن في صورة (5).
صورة (4): الوحدة الأساسية المؤلفة لمجال الجاذبية. صورة (5): الوحدة الأساسية المؤلفة لمجال الجاذبية.
معرفة وظيفة مجال الجاذبية بهدي القرآن:
يمكننا أيضا من التفكر في آية (30) من سورة الأنبياء معرفة وظيفة مجال الجاذبية في أن الله عز و جل يبين لنا بأن السماوات و الأرض عبارة عن رتق (أي نسيج) فنتعلم من هذا بأن الوظيفة الرئيسية للخيوط المجدولة في النسيج هي شد أجزاء النسيج و حفظ ترابطها، و بالتالي يمكننا أن نتعلم أن وظيفة الوحدة الأساسية للمجال الجاذبية هي توليد قوة شد على أطرافها و بالتالي توليد قوة جذب على الأجسام كما هو مبيّن في صورة (6).
صورة (6): فهم وظيفة مجال الجاذبية بهدي القرآن الكريم.
الإثبات العلمي على صحة الاستنتاج من القرآن:
هناك تجربة يمر بها كل مخلوق على وجه هذه الأرض يمكن أن نستخدمها لإثبات أن مجال الجاذبية يتألف من خيوط مجدولة على شكل نسيج و أن هذه الطاقة تنتقل على هيئة دوائر متحدة المركز و هذه التجربة هي التي نشعر بها من مجال جاذبية الأرض كل يوم أثناء حركتنا و ألخص الموضوع بالنقاط التالية:
1. عندما تحاول القفز بجسمك إلى الأعلى فإنك تشعر بقوة تشدك إلى الأسفل و أفضل وصف يمكنك أن تطلقه على طريقة شد هذه القوة لك هو و كأن هناك حبال أنت لا تراها تشدك للأسفل و هذا يوافق تماما الاستنتاج من القرآن بأن مجال الجاذبية يتألف من خيوط مجدولة على هيئة نسيج (أي حبال).
2. عندما يرتفع الإنسان إلى الأعلى في سماء الأرض مثلا عن طريق السفر بالطائرة فإن الملاحظ هو أن قوة مجال الجاذبية تقل كلما ارتفعنا للأعلى و هذا يوافق أيضا الاستنتاج من القرآن الكريم بأن طاقة الجاذبية تنتقل من مصدرها على هيئة دوائر متحدة المركز لأنه في الكرة فإن تركيز عدد حبال الجاذبية لكل وحدة حجم يقل كلما أبعدنا عن مركز الطاقة و في هذه الحالة مركز الطاقة هو الأرض، كما هو مبيّن في صورة (7).
صورة (7): قلة تركيز حبال الجاذبية كلما ابتعدنا عن مركز الطاقة.
فهذا يعني بأنه كلما أرتفع الجسم إلى الأعلى فإن عدد حبال الجاذبية التي تؤثر عليه تقل و بالتالي الشد إلى الأرض يقل و هذه الظاهرة مثبتة بدون أي مجال للشك.
معجزة القرآن في هذا الزمان:
معجزة القرآن في زماننا هذا هي تفوّق علم الله في القرآن على معارف البشر و قدرة القرآن على إيجاد الإجابات و الحلول لجميع مشاكل البشر و هذا البحث يبين كيف أن آية واحدة في القرآن الكريم تحتوي على علم عجز البشر عن الإتيان بمثله لمئات السنين، فأنصح إخواني و أخواتي أن نستخدم هذه الآيات كالتي بيّنتها في هذه الدراسة لإعلاء كلمة الله عز و جل عن طريق بيانها للناس أجمعين لتكون إن شاء الله سببا في انجذابهم إلى كتاب الله عز و جل.
الأحد يوليو 27, 2008 10:06 am
