كاد قلبي أن يطير

كاد قلبي أن يطير

ما أعظم آيات الله عز وجل .. و ما أعظم تلاوتها عندما تنطلق من قلب يستشف معنى الآيات فيرهب عند قراءة كلمة العذاب .. ويرغب عندما يصل إلى ذكر الجنة ونعيمها إن القرآن له واقع في قلوب الرعيل الأول ... وكم من كافر أسلم عند سماع الذكر الحكيم .. دعنا الآن نترك جبير بن مطعم رضي الله عنه يحدثنا ...

قال جبير بن مطعم : " قدمت المدينة لأسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أسارى بدر فوافيته يقرأ في صلاة المغرب (والطور وكتاب مسطور) فلما قرأ (إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع) وكأنما صدع قلبي ، فأسلمت خوفاً من نزول العذاب فلما انتهى إلى هذه الآية (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون) .. كاد قلبي أن يطير ...

إن جبير بن مطعم رضي الله عنه لم يأت من أجل الاستماع إلى القرآن .. إنما جاء ليتفاوض مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – في شأن أسارى بدر فمن مشيئة الله عز وجل أن يوافي الرسول وهو في الصلاة .. الصلاة التي قال عنها عليه الصلاة والسلام (أرحنا بها يا بلال) ..

وحقاً إنها لإراحة للنفس والجسم والفكر ( فقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم - يقرأ سورة الطور فما أفضلها من لحظة .. ووالله الذي لا إله إلا هو لأتمنى أن أستمع إلى تلك الآيات من الرسول – صلى الله عليه وسلم - في تلك اللحظة ) ..

أليس أنت كذلك ؟ وأثناء ذلك جاءت النفحة الإيمانية على قلب جبير بن مطعم رضي الله عنه فنقل روحه وجسده إلى تلك الآيات ثم تصور قلبه سيصدع من قوة تأثير الآيات على مسامعه وقلبه .. ثم انتقل من الجانب التصوري إلى الجانب العملي في الحال ... فتحول من الشرك إلى الإيمان في لحظات .. ومن يعرف آيات الله تبارك وتعالى حق المعرفة ليدرك حقيقة الخشوع ...

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا .. ونور صدورنا .. وجلاء حزننا وذهاب همنا
اللهم آمين

بارك الله فيك أختي وجزاك الله كل خير
موضوع مفيد وفي غاية الأهمية
سلمت أناملك