( منتديــــات الثريــــا الإسلاميـــة )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما العمل؟ طريقنا إلى النهضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ذرى القمم
مبدع نشيط
مبدع نشيط



انثى عدد الرسائل : 35
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

ما العمل؟ طريقنا إلى النهضة Empty
مُساهمةموضوع: ما العمل؟ طريقنا إلى النهضة   ما العمل؟ طريقنا إلى النهضة Icon_minitimeالأربعاء مارس 19, 2008 11:58 am

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن افتقاد الحركات الإسلامية لمشروعية البقاء، ويتخذ المنتصرون لهذا الرأي حججا كثيرة من أبرزها غياب الاستراتيجية عن المشروع الإسلامي، والضحالة الفكرية على المستوى الفردي والمؤسسي.. وغير ذلك، حتى باتت هذه الأفكار النقدية في خانة الفكر المستهلك...
كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن افتقاد الحركات الإسلامية لمشروعية البقاء، ويتخذ المنتصرون لهذا الرأي حججا كثيرة من أبرزها غياب الاستراتيجية عن المشروع الإسلامي، والضحالة الفكرية على المستوى الفردي والمؤسسي.. وغير ذلك، حتى باتت هذه الأفكار النقدية في خانة الفكر المستهلك، فلم يعد خافيا على أحد حجم الجدل الدائر اليوم في البيت الداخلي للحركة الإسلامية، أما النقد الخارجي فولادته كانت مع ولادة الحركة ونشأته مع نشأتها لكنه لم يعرف طريقا إلى الداخل إلا بعد فترة من الزمن، وظلت الحركة الإسلامية في بعض البلدان أقوى منعة من الأخرى، ويبدو أن الخليج العربي كان من أقواها حصونا وآخرها اختراقا، لكن حصان طروادة ولج إليها اليوم كما ولج إلى غيرها...
المهم هنا أن النقد صار الحديث الشيق للجيل الجديد من أبناء الحركة الإسلامية، ولم يعد رواده يقبلون وسمهم بالسلبية أو اتباع الهوى أو الحيف عن الحق، بل صار حقا مشروعا يناقش فيه آخر المنتمين أولهم بدون شك ولا تردد، ومن الجهة الأخرى يطالب المحافظون المنتقدين بالبديل، فالنقد المجرد ضرب من السلبية التي تترفع التربية الإسلامية عنها، وهذا إشكال تتصادم فيه الحركة مع عقلية الأجيال الحالية، فالنقد سابق للبديل وليس موازيا له، والبديل يأتي تباعا بعد القناعة المطلقة بعدم مشروعية الفكرة الحالية، غير أن بعض المحافظين يطالب النقاد بالسعي للإصلاح الداخلي والبقاء للتدافع الفكري والميداني، والإشكالية هنا في تحديد الخط الفاصل بين نجاعة الإصلاح الداخلي وعدمه، فهل وصلت الحركة الإسلامية إلى المرحلة التي يعجز فيها الإصلاحيون عن التغيير؟، هذا ما يراه بعض النقاد على الأقل!
من المثير للاهتمام هنا أن التحدي الأبرز الذي يواجه النقاد داخل الحركة والذين باتوا خارجها اليوم هو البحث عن البديل، بعض النقاد أقام الدنيا ولم يقعدها ولما تمخض أخرج فأرا، أعني أن البديل عاد بالفلسفة نفسها وإن تغير الشكل الخارجي، لذلك فقولي إن البديل يرد إلى العقل بعد التخلص من الفكرة السابقة لا يعني أنه يرد بالسهولة التي يظنها الكثيرون، والعملية الفكرية التي يستغرقها العقل ليستنتج عدم مشروعية الفكرة القديمة أيسر من عملية انتاج الفكرة البديلة، وما كل عقل يقدر على التفكيك قادر على البناء، والعكس صحيح أيضا.
أريد أن أشير هنا إلى وجوب القطيعة مع الماضي للمنتقدين الذين ما عادت الحركة الإسلامية تشكل لهم أي مشروعية، وأعني بالقطيعة أن يتخذ المرء موقفا واضحا وصريحا تجاه أمر ما، يتعرف على الإيجابيات الكامنة فيه فيحملها معه، ويتعرف على السلبيات فيتركها خلفه، ثم يمضي في طريقه ليكمل مشوار حياته، فالعمر قصير، وليس من الحكمة أن تضيع نصف عمرك في الحسرة على النصف الآخر، وعلى الجيل المنتقد أن يعرف أن يقف وأين يمضي، وليس من الصواب أن يظل النقد هو الصوت الأعلى في الفترة القادمة، بل لا بد أن تعلو صوت البدائل على صوت النقد، وأنا هنا أعني نقد الحركة الإسلامية بوصفها مؤسسة محددة، أما النقد المعرفي فلا غنى للإنسانية عنه.
كنت في زيارة إلى عمّان، ولي فيها ذكريات وأحباب، وما زلت أحب الجلوس فيها والحديث مع مثقفيها، كنت مع رجل تعرف في عينيه البحث عن مخرج، يفكر مثل ما يعمل، ويعمل مثل ما يفكر، عقله مزيج من النقد والفكر والتجربة، تحدثت معه كثيراً حول البدائل المطروحة، ولم يكن حديثا عابرا، بل كان حديثا مطولا، طلبت منه أن يكتب كتابا حول هذا الموضوع فوعد خيرا، واستأذنته في نقل أفكاره من خلال هذا المقال فوافق مشكورا،كان يتحدث عما أسماه بـ(فلسفة التجهيز) وهي مرحلة لابد منها للدخول في زمن العمل النهضوي، تعتمد هذه الفلسفة على شروط ثلاث لابد من إيجادها في الوقت الحالي:
أولاً: خلق حالة من الوعي في المجتمع بضرورة النهضة، هذه العملية التوعوية تسير باتجاهين، الاتجاه الأول: عام لعموم الناس بضرورة النهضة والمشاركة فيها والتضحية من أجلها، والثاني: خاص للمشاركين في العمل النهضوي، يدور حول التنظير للعمل وسبل الارتقاء به، كان مثاله على الاتجاه الأول برنامج صناع الحياة للأستاذ عمرو خالد، ومثاله على الثاني مؤلفات وأطروحات الدكتور جاسم السلطان، أضفت هنا إلى حديثه أن مرحلة الوعي إن أردنا أن نسير فيها بشكل طبعي فينبغي أن يكون الترتيب من الأعلى إلى الأسفل، تتم الانطلاقة من صناع النخب ثم تصل إلى النخب ثم تصل إلى العاملين ثم تصل إلى الجمهور..
والواضح أن الأمور الآن لا تسير بهذه الترتبية، فهي تنطلق من بعض النخب ومن الجمهور، ونلاحظ الغياب النسبي للنخب، والغياب الحاد لصناع النخب، هذا الواقع الذي تعيشه البلدان العربية بخصوص والإسلامية بعموم، ترهل النخبة!... فساد النخبة!... تآكل النخبة! أياً كان الوصف الذي ترتضيه لكن ضعف النخب أمر بات واضحا وجليا للعيان، وما جلد الجمهور الذي تمارسه النخب إلا جزء من حالة التخلص من اتهامها بالتقصير والفساد، أما صناع النخب فالحالة مزرية إلى حد بعيد، والفراغ قاتل، قد لا يُعدّ هذا إشكالا كبيرا، فالثورة الفرنسية بدأت من الجمهور في ظل غياب النخب والفكر النخبوي، أما في ألمانيا مثلا فكانت قاعدة النخب أنضج وأسرع من الجماهير.
ثانياً: العمل المؤسسي، فلم يعد مبرراً على الاطلاق غياب الفكر والعمل المؤسسي عن النخب والعاملين. وكل ما يمكن أن يعذر به الجيل الأول والثاني من المصلحين والمربين (في زمن الصحوة) انتفى اليوم، بل إن البعد اليوم عن العمل المؤسسي يؤدي الى ارباك الجهود المبذولة في سبيل تحقيق النهضة، بل يساهم في أحيان كثيرة الى خنق تلك الجهود أو تسهيل عملية الخنق، والمؤسسة تمثل البنية والوحدة الأساسية للعمل النهضوي، وتتنوع المؤسسات في نشاطها وشكلها القانوني وحجمها والفئات المستفيدة منها، لكنها تعمل وفق الأسس المؤسساتية والإدارية الحديثة، وبعض هذه المؤسسات نوعية تخصصية، وبعضها الآخر شعبية ذات انتشار واسع.
هذه الصورة عن العمل المؤسسي كانت تعبر بوضوح عن تمسكه الشديد بالعمل المؤسسي دون الفردي أياً كانت مبرراته، ولست أوافقه تماما على ذلك، فإذا كان العمل المؤسسي هو المؤثر الأقوى في عملية التجهيز، فلا يعني هذا أن نقلل من قيمة العمل الفردي والجهود الفردية، فالسياسي المستقل في البرلمان والأكاديمي في الجامعة وخطيب المسجد والكاتب الصحفي، وغيرهم في عملهم الفردي لهم دور كبير في التحضير لمشروع النهضة والمساهمة بعد ذلك في تقويته واستمراره، وأعتقد أن تضخيم أثر العمل المؤسساتي وتهميش العمل الفردي من آثار الحزبية الحركية التي تحاول أن تجعل من نفسها سنة تاريخية للنهضة.
ثالثاً: علاقات بنائية هادفة تجمع بين المؤسسات على اختلافها ، وكذلك بين المؤسسات والأفراد ، وبين الأفراد سواء كان ذلك محليا او إقليميا أو عالميا.
وللعلاقات مستويات متعددة، أبرزها:
أ‌. الشبكات
الشبكة هي تجمع لمجموعة من المؤسسات و/أو الأفراد ذوات الأغراض المتشابهة.
ب‌. مجتمعات التمكين ( لجان التنسيق)
مجموعة من المؤسسات و / أو الأفراد يعملون ضمن نفس النطاق الجغرافي وتتنوع أغراضهم وأنشطتهم.
ج. الشراكات
هي انفتاح الشبكات أو مجتمعات التمكين على المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي.
د.التجمعات
ملتقيات لمجموعات من الأفراد لتدارس كيفية إحداث النهضة.
بعد حديثه عن أنواع العلاقات الممكنة والمتاحة، زاد إصراري بأن يتوسع الحديث، وأن يخرج بحجم كتاب كامل، ذلك أن هذا الجانب يعد الإشكالية الأبرز في عقول النقاد (الجيل المنتقد داخل الحركة)، فمن الرواسب الحركية أن التاريخ لا يعرف إلا ذاك الشكل من أشكال الاجتماع الإنساني، لكن الواقع أن العقل والتجربة عرفت أشكالا كثيرة من أشكال العلاقات بين الأفراد والمؤسسات، وهذا الجانب بحاجة أولا إلى إقناع العاملين بجدواه وأثره، ثم يكون البحث عن أفضل أشكال العلاقة لكل بلد على حدة ثم لكل إقليم وربما وصلنا يوما إلى شكل من أشكال العلاقة العالمية.
قصدي من هذا المقال أن أدفع المنتقدين باتجاه ( القطيعة )، وأن نبدأ الحديث الجاد عن البدائل المتاحة، وأن نخوض بالتجربة، ولسنا نخاف أن نخطئ، فلم نتحدث يوما باسم الله تعالى في الأرض، لكننا نتحدث عن فهم بشري، يتحدث ويتطور، يستفيد من تجربته، ويعترف بأخطائه، يعطي نفسه فرصة التجربة بعد التفكير المضني، لكنه لا يتوقف أبدا عن التفكير والعمل.
المصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما العمل؟ طريقنا إلى النهضة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
( منتديــــات الثريــــا الإسلاميـــة ) :: :: ( ¯°·._الفضاء الفكري_.·°¯ ) :: :: الملتقى الفكري-
انتقل الى: