| سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| |
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| |
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) الجمعة يناير 18, 2008 3:33 pm | |
| المقطع الأول: مقدمة السورة والحديث عن القرآنبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِطس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ * وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ المقطع الثاني: الحديث عن قصة موسى عليه السلامإِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ المقطع الثالث: الحديث عن قصة سليمان عليه السلام والنملوَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ المقطع الرابع: سليمان والطيروَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ المقطع الخامس: سليمان والملكة بلقيسقَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ المقطع السادس: سليمان والعرشفَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ * قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ * قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ المقطع السابع: نهاية القصةفَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يمكن للقارئ الكريم اتباع الخطوات السابقة من حفظ المقاطع مقطعاً مقطعاً، ثم ربطها وحفظها مقطعين مقطعين وهكذا نفعل مع بقية سور القرآن.نصائح ذهبية- اختر أفضل أوقاتك لحفظ القرآن، ولا تجعل هذا المشروع على هامش حياتك، لأن القرآن لن يعطيك شيئاً إذا لم تقدم له كل شيء!- اعلم أن المهمة الكبرى للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كانت حفظ القرآن وتبليغه لأمته، فأفضل عمل يمكن أن تقوم به هو حفظ القرآن، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه). يجب أن تنوي حفظ القرآن وتعليمه للآخرين.- حاول أن تقرأ أي بحث أو مقالة لها علاقة بالقرآن، مثل أبحاث الإعجاز العلمي، فإن هذه العملية تقوي ارتباطك بالقرآن.- حاول دائماً أن تبحث عن معنى أي كلمة تسمعها ولا تفهم معناها من خلال تفسير أو موقع إنترنت أو السؤال لأحد العلماء. إن هذه العملية ستزيد رصيدك من المعلومات بشكل كبير مع الزمن.ملاحظةنرجو الاطلاع على الدرس الأول من هذه الدروس التعليمية: طريقة إبداعية لحفظ القرآن (1). | |
|
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) الجمعة يناير 18, 2008 3:40 pm | |
| [img(109px,92px):5c72]http://www.kaheel7.com/userimages/[kpoo.jpg[/img:5c72] | طريقة إبداعية لحفظ القرآن (3)
نقدم للإخوة القراء والمهتمين بحفظ القرآن الكريم الدرس الثالث في سلسلة تحفيظ القرآن الكريم بطريقة إبداعية سهلة جداً، وتساعدهم على حفظ القرآن من دون معلم وعدم نسيانه بإذن الله تعالى، ونخصص هذا الدرس لأسئلة وأجوبة القراء. | تردنا الكثير من التساؤلات حول حفظ القرآن الكريم والصعوبات التي يعاني منها كثيرون في بداية حفظهم لكتاب الله تعالى، ولذلك تجدهم يتركون الحفظ بعد فترة. وسوف نجيب عن بعض هذه التساؤلات، ونؤكد بأن الطريقة المثالية للحفظ هي أن تلجأ إلى الله بقلب صادق ونية خالصة وسوف يختار لك الله الطريقة المناسبة.هل تعتبر هذه الطريقة هي المثالية؟لكل إنسان طريقة تعود عليها، فقد سألت أحد حفاظ القرآن عن الطريقة التي حفظ بها فأخبرني على الفور أنه إذا لم يوجد من يقرأ أمامه فإنه لا يحفظ شيئاً، وهنالك شخص آخر يحفظ من خلال تصوير الآيات في ذاكرته بفتح القرآن والنظر إليه طويلاً، وشخص ثالث تعود أن يحفظ القرآن بالتكرار، فهو يكرر الآية مئات المرات حتى يحفظها... وهكذا لكل طريقة تعود عليها، فما هي الطريقة المثالية.يجب عليك أن تعتقد أنه لا توجد طريقة واحدة أو أن طريقتك هي الأفضل لأنك تعودت عليها، يجب عليك أن تجرب الطرق الأخرى وتستفيد منها. وأنا من خلال هذه الدروس أقدم لإخوتي القراء طريقة الحفظ السمعي بواسطة الاستماع إلى التلاوات المرتلة المسجلة، ولهذه الطريقة ميزات ذكرنا بعضاً منها، أهمها أنها لا تحتاج لمعلم أو لمكان أو زمان، أي هي طريقة مفتوحة.ولذلك في البداية قد لا يألف بعض القراء هذه الطريقة، ولكن بعد فترة سيجدون لذة وحلاوة عظيمة بل سيتفاعلون مع الاستماع إلى القرآن حتى يجدون أنفسهم يبكون من خشية الله كلما استمعوا إلى القرآن.هل تحتاج طريقة حفظ القرآن إلى معلم أو شيخ؟يمكنني أن أخبرك أخي الحبيب بتجربتي في الحفظ، والتي كانت من دون أي معلم، كنتُ أعتمد على سماع القرآن فقط، وهذا كان يسهل عملية الحفظ، إذ أنني بهذا الأسلوب لم أتقيد بموعد أو مكان محدد للحفظ، بل كانت جميع الأوقات والأمكنة مفتوحة، وهذا ما ساعدني على استغلال كل دقيقة من وقتي.ولكن هنالك اعتقاد عند كثير أو جميع العلماء يؤكدون فيه على ضرورة وجود شيخ للحفظ، وأنك لن تستطيع أن تحفظ شيئاً من دون شيخ، أو أنك لن تستطيع أن تتقن أحكام التجويد إذا لم يستمعها منك أحد ويصححها لك.وأقول بأن هذا الكلام صحيح وغير صحيح! صحيح في أن المؤمن بحاجة للقدوة الحسنة ولمن يصحح له أخطاءه، وغير صحيح في أن أجعل اعتمادي كله على الشيخ! فإذا كان وجود شيخ حافظ لكتاب الله تعالى أمر سهل فهذا شيء طيب، ولكن إذا كانت ظروف الذي يريد أن يحفظ القرآن غير مناسبة لاتباع حلقات التحفيظ فهل يترك القرآن وينساه؟لذلك أنت يمكنك أن تعتمد على نفسك وعلى الله أولاً في الحفظ ومحاولة تقليد ما تسمعه من الأشرطة، بل وتحاول أن تسجل صوتك وأنت تقرأ القرآن بترتيل ثم تستمع إليه وتحاول أن تكتشف أخطاءك بنفسك.ثم كلما وجدت ظرفاً مناسباً للالتقاء بشيخ حافظ فيمكنك أن تعرض عليه شيئاً مما حفظته وتطلب منه أن يصحح لك الأخطاء التجويدية، أما الأخطاء اللغوية فهذا الأمر يجب ألا يحدث، لأنك عندما تستمع لصوت قارئ القرآن من شريط مسجل فأنت تستمع إلى القراءة الصحيحة وينبغي عليك أن تصغي جيداً وتلتقط كل ذبذبة صوتيه وتحاول أن تقلدها.ولذلك ومن هنا ندرك معنى قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]. أي يجب عليك أن تدقق وتفكر بكل حرف ينطقه القارئ، ويفضل أن تسخر كل أحاسيسك ومشاعرك وتتفاعل مع القرآن ومع المعاني القرآنية.كيف يمكن أن تفيدنا البرمجة اللغوية العصبية فى حفظ القرآن الكريم؟يمكن أن نستفيد من علوم العصر ونسخر ما اكتشفه علماء الغرب لخدمة كتاب الله تعالى، فهم يستخدمون قوة التركيز والتحكم بالذات للنجاح في جمع المال والشهرة، ونحن نستخدم قوة التركيز في فهم القرآن وحفظه والنجاح في رضا الله تعالى وجمع الحسنات!علماء البرمجة العصبية يؤكدون على أهمية الإصرار على الوصول إلى الهدف، وأن تجعل هذا الهدف في كل حياتك وتعطيه كل وقتك حتى تحققه، وأنت أخي الحبيب يمكنك أن تجعل القرآن هو هدفك في الدنيا والآخرة. تخيل نفسك وأنت قد حفظت القرآن، وسوف تعيش حياتك كلها مع كتاب الله تعالى، فهو الشفاء، وهو الدواء وهو الطمأنينة وهو القوة، وتخيل أنك تلقى الله تعالى وأنت حافظ لكلامه أليس هذا شيئاً عظيماً ....وهكذا يمكنك أن تبرمج دماغك وحياتك لحفظ كتاب الله تعالى. ما هي الكتب التي يمكن أن تكون مفيدة في حفظ القرآن؟إن الكتب المتوافرة حالياً هي عبارة عن طرق وتجارب يقترحها أصحابها من أجل تسهيل الحفظ، ولكن لا يوجد كتاب يجعلك تحفظ، إنما هي الإرادة والنية الصادقة والتي هي أهم من أي كتاب.نصائح- حاول أن تحفظ كل يوم ولو القليل من القرآن، لاتهجر القرآن.- اقرأ ما حفظته في الصلاة، وكرر ذلك فسوف تجد متعة في أن تكون صلاتك طويلة.- حاول أن تفكر بمعاني الآيات التي حفظتها قبل أن تنام، وحين تستيقظ من النوم، لأن العقل الباطن في هذين الوقتين يكون متصلاً مع العقل الظاهر. وسوف تتحول أحلامك وأنت نائم إلى أحلام جميلة وسوف تشاهد نفسك تتلو القرآن، فهل هنالك أروع من ذلك؟!- اعتقد بشدة أنك تستطيع أن تحفظ القرآن، وسوف تحفظ القرآن بإذن الله تعالى. | |
|
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| |
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) الجمعة يناير 18, 2008 3:43 pm | |
| هنالك سؤال يتعلق بنهايات الآيات، حيث تختلط هذه النهايات على كثير من الإخوة الذين يودون حفظ القرآن، فما هي الطريقة التي تضمن عدم الخلط بين هذه النهايات، أي كيف نميز نهاية آية عن غيرها؟
يجب ربط معنى نهاية كل آية بمعنى الآية ذاتها، فعلى سبيل المثال وفي قوله تعالى:
1- (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [المائدة: 38-40].
هذا نص كريم يتألف من 3 آيات، وكل آية لها نهاية تختلف عن الأخرى، فكيف نضمن أن يكون حفظنا صحيحاً ولا نخطئ؟ يجب علينا أن نتأمل هذا النص الكريم ونتأمل كل آية وما تعنيه، ونتساءل لماذا انتهت الآية الأولى بقوله (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، والثانية بقوله (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) والثالثة بقوله (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وكيف نميز بينها؟
1- الآية الأولى تتحدث عن عقوبة السارق: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) ولذلك فمن الطبيعي أن تنتهي بعبارة تدل على أن الله عزيز والعزّة تعني القوة والتكبر والقدرة، فالله قادر على معاقبة كل من يعصي أمره، وهو حكيم لا يظلم أحداً، والحكمة تتطلب أن تُقطع يد السارق، وليس كما يدّعي أعداء الإسلام أن ديننا هو دين العنف. ولذلك وبما أن هذه الآية تتحدث عن السرقة وعقوبتها، فكان من الضروري أن تنتهي بقوله تعالى (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
2- الآية الثانية تتحدث عن التوبة من هذه الذنوب (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ)، فمن تاب من السرقة وأصلح فسوف يغفر له الله ويرحمه، ولذلك انتهت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وتأمل معي أن الله لم يقل (والله غفور رحيم بل قال: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي استخدم وسيلة تأكيد هي (إن) للتأكيد على رحمة الله ومغفرته.
3- أما في الآية الثالثة فإننا نجد حديثاً عن ملك الله وقدرته على العذاب والمغفرة (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، ولذلك كان من الضروري أن تنتهي هذه الآية بقوله (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
لذلك يمكنني أن أخبرك أخي القارئ بأن قليلاً من التأمل يوفر عليك كثيراً من الوقت، وسوف تحصل على نتائج مبهرة في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى.
كيف يمكن الإلمام بأحكام التجويد وتطبيقها وإتقانها دون الحاجة إلى معلم؟
إن سماع القرآن أفضل وسيلة لإتقان أحكام التجويد، والسماع لا يكفي بل يجب الإصغاء والإنصات، ولذلك لم يقل تعالى (فاستمعوا إليه) فقط، بل قال: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]، والإنصات نوع من أنواع التدبر والتأمل في طريقة لفظ الكلمات كما نسمعها ونحاول تقليد ما نسمع ونكرر الآيات مع المقرئ الذي نسمع صوته من خلال آلة التسجيل أو الكمبيوتر أو التلفزيون.
ولا يمنع الأمر أن نلجأ كل فترة وكلما سمحت الظروف لأحد الحفاظ الذين يتقنون أحكام التجويد ونسمعه شيئاً من القرآن ليصحح لنا ما نقرأه، ويجب أن نعلم أنه لا يمكننا الاستغناء نهائياً عن مشايخنا وعلمائنا، بل لا بد من الرجوع إليهم ولو كل حين.
ما هي الطريقة المثلى لمراجعة ما تم حفظه من سور وأجزاء؟
إن الطريقة المثلى للمراجعة هي أن تقرأ ما حفظته في الصلاة، ولا زلت أتذكر تلك الليالي التي كنتُ أقف فيها بين يدي الحق سبحانه وتعالى، وأقرأ في ركعة واحدة سورة طويلة نسبياً مثل سورة الإسراء أو يوسف أو الكهف، وقد كنتُ أجد لذّة شديدة في هذه الصلاة المطولة.
ولذلك فإنني أنصح كل شاب وفتاة أن يتذوّقوا متعة الصلاة الطويلة وأن يقرأوا سورة كاملة من السور الطويلة التي حفظوها في ركعة أو ركعتين، وربما تكون الأمور صعبة في البداية، ولكن بعد ذلك ستكون هذه الصلاة في الليل من أجمل اللحظات التي يمر بها المؤمن.
وهنا نتذكر قول الله تبارك وتعالى يأمر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بقيام الليل والإطالة في الركعات: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) [الإسراء: 79].
تجربة مؤمنة
بعثت إلي إحدى الأخوات المؤمنات برسالة تخبرني فيها عن تجربتها الخاصة في حفظ القرآن الكريم، وقد وجدتُ فيها أسلوباً جديداً يمكن للإخوة القراء أن يستفيدوا منه، ولذلك فقد رأيت أن أعرضها في هذه الفقرة، فهي تقول:
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخ الفاضل والباحث عبد الدائم الكحيل، جزاك الله عنا خير الجزاء، أحمد الله أن وفقني إلى طريقة جد يسيرة وممتعة ومشوقة لحفظ القرآن الكريم بعد أن جربت طرقاً مختلفة ... قررت ألا أزيد في حفظي لليوم الواحد عن صفحة واحدة.
أقوم بالاستماع إلى تلاوة الآيات المقرر حفظها من أحد الموقع لتحفيظ القرآن، ميزته أنه يتيح لي الاستماع المتكرر للآيات بالعدد الذي أرغبه ، أنا أختار خيار تكرار بدون توقف وفي نفس الوقت يمكنني متابعة الآيات ببصري على الشاشة.
فى خلال متابعتي أحاول أن أردد مع المقرئ بيني وبين نفسي من دون صوت في محاولة للحفظ وفعلاً وبتوفيق من المولى أجد نفسي بسهولة ويسر أحفظ الصفحة وفي نفس الوقت يتيح لي نظام التكرار لنفس الآيات المتابعة بصورة أفضل لأحكام التلاوة ...
ويكون هذا فى خلال وقت قصير ووجيز غير إنه جد ممتع، أكون الآن قد وصلت إلى مرحلة الفضول لمعرفة معاني الكلمات وتفسير الآيات والأحكام المتعلقة بها ، فأقوم بمطالعة التفسير للآيات المقررة وقد وجدت المتعة واليسر مع تفسير أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري جزاه الله عنا خير الجزاء ...أسأل الله الثبات والنجاح و البركة والمزيد من فضله.
أشكرك جزيل الشكر على تشجيعك ودروسك ونصائحك ، كما أشكر لك دعواتك الكريمة. بلغنا الله وإياكم رمضان وأعاننا على صالح العمل فيه وجعلنا من الفائزين وأهالينا وسائر المسلمين ...اللهم آمين".
ملاحظة
إتماماً للفائدة نرجو الاطلاع على الأجزاء الأولى من هذا البرنامج. | |
|
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| |
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) الجمعة يناير 18, 2008 3:47 pm | |
| مجاعة السبع سنوات
لقد حدثت المجاعة، انتهت سنوات الخير السبعة وجاءت سنوات الجفاف السبعة الجديدة، وبدأ الناس يلجأون إلى ملك مصر ليعطيهم القمح من أجل طعامهم. والملك قد سلّم هذه المهمة إلى سيدنا يوسف عليه السلام الذي أصبح مسؤولاً عن توزيع القمح على الناس من مختلف البلاد. ووصلت هذه المجاعة إلى قرية سيدنا يعقوب عليه السلام أبو يوسف، فأرسل أبناءه أي إخوة يوسف إلى مصر لجلب بعض القمح.
ويذهبون إلى مصر ليجلبوا القمح من عند سيدنا يوسف وهو لا يعلمون أنه يوسف، بل ظنوا أنه قد أخذه بعض الناس وأصبح عبداً عندهم. لم يكونوا يتخيّلون أبداً أن يوسف قد أصبح عزيز مصر يوزع القمح ويتحكم بالأموال وبيده خزينة الدولة كلِّها. يقول تعالى عن هذه المرحلة من حياة سيدنا يوسف: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يوسف: 56-57]. وهكذا جعل الله سيدنا يوسف قوياً متمكناً مما يريد، يذهب ويأتي حيث يشاء بحرية تامَّة، وهذا من فضل الله تعالى على سيدنا يوسُف لأنه صبر كثيراً على أذى إخوته له.
ويأتي إخوة يوسف
لقد دخل إخوة يوسُف على يوسُف فلم يعرفوه، ولكنَّه عرفهم!! فقال لهم: ما هي الكمية التي تحتاجونها من القمح؟ ويقولون :نحتاج لكمية تكفينا، وتكفي أبانا وأخانا الصغير، والذي بقي عند أبيه. يقول: لماذا لم تحضروا معكم أخاكم الصغير؟؟ يقولون: إن أبانا متعلّق به كثيراً ولا يتركه أبداً. ويقول لهم يوسف: سوف أعطيكم ما تريدون من القمح ولكن بشرط أن تحضروا لي أخاكم الصغير الذي تركتموه عند أبيكم. يقول تعالى: (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ * فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ * قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) [يوسف: 59-61].
فالله خير حافظاً
لقد عادوا إلى أبيهم وقالوا له: يا أبانا نرجو منك أن ترسلّ معنا أخانا الصغير، لأن العزيز في مصر قد منعنا من أن نأخذ حصتنا من القمح، وهو يريد منا أن نحضر معنا أخانا الصغير. يقول أبوهم: هل تريدونني أن أرسله معكم لتفعلوا به كما فعلتم بيوسف؟؟ (فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين)!!!
ويردون: يا أبانا سوف نرجعه لك ولن نفعل به أي سوء، وسوف نأخذه معنا لنأخذ القمح ونعود به. فيقول لهم: لن أرسلَه معكم حتى تقسموا بالله تعالى أن ترجعوه لي، وحتى تعطوني عهداً أمام الله تعالى بأنكم ستردّونه لي، إلا أن يقدّر الله أمراً خارجاً عن إرادتكم.
وهكذا يقسم إخوة يوسف بأنهم لن يمسّوا أخاهم الصغير بأذىً، وأنهم سيعودون به إلى أبيهم فور حصولهم على القمح من مصر. يقول تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) [يوسف: 67].
ويعودون مرّة أخرى
ويذهب إخوة يوسف باتجاه مصر آخذين معهم أخاهم الصغير، ويحيطونه بكل الرعاية والحرص حتى وصلوا إلى العزيز «أي يوسف». ويدخلون إليه، ومعهم أخوهم الصغير الذي كان طيّب القلب ولم يكن يريد الأذى لأحد، وكان مختلفاً عن إخوته. ولذلك فقد قرَّبه أبوه منه بعدما ذهب يوسف.
لقد أراد يوسف عليه السلام ألا يخبرهم بأنه هو يوسف، وتركهم لا يعرفونه. ولكنه نادى لأخيه الصغير وقال له لا تخَف، إنني أنا أخوك يوسف، وفرح الأخ الصغير به كثيراً، وقال له يوسف لا تخبر إخوتك، وسوف أصنع حيلة بسيطة لأبقيك عندي هنا من دون أن يشعروا. وهنا يخبرنا القرآن عن هذا الأمر بقوله تعالى: (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [يوسف: 69]. وهكذا قرّب أخاه منه وأخذه لداخل القصر دون أن يشعروا بذلك. وأخبره ألا يحزن مما يجري. وأراد يوسف عليه السلام أن يصنع معهم حيلة بسيطة ليأخذ أخاه الصغير.
وعاء الملك
لقد أمر يوسُف فتيانه أن يضعوا صاع الملك أي المكيال أو الوعاء الذي يزن به القمح، أمرهم أن يضعوه في أمتعة الأخ الصغير. وأمرهم أن يعلنوا عن سرقة هذا المكيال، وأن يبحثوا عنه! وبدأ فتيان الملك بالبحث عن وعاء الملك بين أمتعة إخوة يوسف، وفجأة استخرجوا هذا الوعاء من أمتعة الأخ الأصغر. وهنا يعلن فتيان يوسف أن الأخ الأصغر سرق وعاء الملك، ويجب أن يدخل السجن!
ويقول إخوة يوسف: إننا لم نأت هنا لنسرقْ، ولكن هذا الفتى الصغير سارق، ولكننا يجب أن نرجعه لأبيه لأنه سيحزن كثيراً. ويقول لهم يوسف: إن من سرق سيدخل السجن ولن أعطيه لكم. فقالوا له: يا أيها العزيز أن أخانا هذا له أب كبير السنّ، ولا نستطيع أن نعود من دونه. ثم توسل إخوة يوسف كثيراً إلى العزيز، ولكنه رفض أن يرسل أخاهم الأصغر معهم، وأبقاه عنده في القصر وأكرمه كثيراً وبدا يتحدث معه عن أخبار أبيهم يعقوب. يقول تعالى: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ) [يوسف: 79].
إخوة يوسف في حَيْرة
لقد ازداد إخوة يوسف حرجاً في هذا الموقف، ولم يعرفوا كيف يتصرّفون، بعدما أعطوا أباهم موثقاً وعهداً أن يردّوا إليه ابنه الصغير. ولذلك فقد قال لهم الأخ الأكبر: ارجعوا إلى أبيكم وأخبروه بما حدث وقولوا له إن ابنك الصغير قد سرق، ونحن صادقون.
وهنا يصف لنا كتاب الله تعالى هذا الموقف الصعب بقول الله عزّ وجلّ: (قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ * ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) [يوسف: 80-81].
ويعودون إلى أبيهم
وهكذا يرجع أخوة يوسف إلى أبيهم يعقوب عليه السلام، ويخبرونه بما حدث معهم، وأن أخاهم الصغير قد سرق وهو في السجن! وهنا يشتدّ حزن هذا الأب ويقول لهم: لا بدّ أنكم صنعتم به مكروهاً، وسوف أصبر حتى يردّه الله لي ويردّ معه يوسُف أيضاً: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف: 83]. ويحزن يعقوب على ولديه، ولا يجد أمامه إلا أن يلجأ إلى الله تعالى في مثل هذه الظروف الصعبة. ويبتعد عنهم وهو يقول: (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ) ويكرّر هذه العبارة، ويتأسّف على يوسف وأخيه، وكيف أرسله معهم. | |
|
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) الجمعة يناير 18, 2008 3:48 pm | |
| يعقوب يفقد بصره!
ومن شدّة حزنه أصبح أعمى لا يبصر، لقد ذهب بصره بسبب حزنه على ولديه، ويحاول أبناؤه أن يخففوا عنه، ولكنه يزداد حزناً وألماً على أغلى شيء في حياته وهو ولديه.
ويعودون من جديد ويقولون له: لا تتذكر يوسف لأن هذا سيؤثر على صحتك كثيراً. ولكنه يشكو حزنه إلى الله تعالى. ويحدثنا القرآن عن كلام يعقوب وخطابه لربه واستغاثته به: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [يوسف: 86]. والبثّ هو شدّة الحزن، وتأمّل معي هذا الكلام الرائع، وهو في قمّة الحزن لم يفقد الأمل من الله بل قال: (وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) أي أنا متأكد أن الله سيرجعهم لي قريباً!!! وهذا هو صبر الأنبياء، فأين نحن اليوم من هذا الصبر؟!
فهل لدينا القدرة على مثل هذا الصبر؟ عندما تصيبنا أية مصيبة هل نتذكر قصة يوسف وحزن يعقوب على ولديه، وكيف فقد بصره وأنه لم يفقد الأمل من الله سبحانه وتعالى، كيف يفقد الأمل من الله والله هو أرحم الراحمين؟
ثم يبدأ سيدنا يعقوب بالتطبيق العلمي لهذه الثقة بالله، ويقول لأبنائه: اذهبوا فابحثوا عن يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من رحمة الله!! لنقرأ هذا القول ولكن بلغة القرآن العظيم: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. وهكذا طلب سيدنا يعقوب من أولاده أن يبحثوا ويفتشوا في كل مكان ولكن من دون تسرع بل بهدوء، وألا يفقدوا الأمل من رحمة الله تعالى.
ويذهب الإخوة من جديد
لقد تألّم إخوة يوسف كثيراً على أبيهم، ورجعوا إلى مصر لرؤية العزيز يوسف وهم لا يعلمون أنه يوسف! ويصلون إليه ويقولون له: لقد تألّمنا كثيراً، وأبونا قد فقد بصره ولم يعد لدينا أي شيء، فنتوسّل إليك أن ترسل معنا أخانا الصغير، عسى أن نرجعه لأبيه فيعود له البصر.
يقول يوسف: الآن أصبحتم تتوسلون، هل تعلمون ماذا فعلتم بأخيكم يوسف من قبل؟؟ وهل تذكّرتم عندما ألقيتم به في الجبّ؟؟ ويقولون على الفور: هل أنت يوسف!!!؟ ويقول: نعم أنا يوسف وهذا أخي الصغير، لقد صبرنا كثيراً ولذلك فقد منّ الله علينا وأكرمنا ونجّانا منكم: (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 90-92].
ويرتدّ بصر يعقوب
ثم يقول لهم يوسف عليه السلام: ولكن الآن خذوا قميصي هذا، واذهبوا به إلى أبيكم، وضَعوا هذا القميص على وجهه، وسوف يرتدّ إليه بصره! وأرجو بعد ذلك أن تأتوا إلى هنا بأهلكم جميعاً إلى هذا القصر. وعندما رجعوا إلى أبيهم حاملين القميص وقبل أن يصلوا إلى المنْزل، شمَّ الأب يعقوب عليه السلام رائحة عرق يوسف، وقال على الفور: إنني أشمّ رائحة ابني يوسف. ويقول له من حوله: ألا زلت تذكر يوسف وقد أكله الذئب؟
ويأتي إخوة يوسف ويضعوا قميص يوسف على وجه أبيهم فيعود بصره كما كان من قبل!! ويقول لهم يعقوب: لقد قلتُ لكم إنني أعلم أشياء من الله لا تعلمونها أنتم. وهنا يحسّ إخوة يوسف بخطئهم وذنبهم فيطلبون العفو والمغفرة ويقولون لأبيهم: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يوسف: 97-98]. لقد اعترفوا بأخطائهم، وهذا أمر جيد، ولذلك وعدهم يعقوب عليه السلام أنه سيستغفر لهم الله ويدعو الله لهم بالمغفرة، وأن يتوب الله تعالى عليهم من هذه الذنوب.
ويتحقق الحُلُم
وبعد أن فرح يعقوب بأن ولده يوسف لا زال حياً وأنه أصبح ملكاً لمصر، وبعد أن عاد إليه بصره، حمد الله كثيراً. ثم أخذ أبناءه وذهبوا إلى مصر ودخلوا إلى قصر الملك يوسف. وقد كانت العادة وقتها أن كل من يدخل على الملك يجب أن يسجد له وينحني أمامه، ولذلك دخل أبو يوسف وأمّه إلى القصر، ورفعهم يوسف فوق العرش احتراماً وإجلالاً لهم.
ثم دخل إخوته وعدد هؤلاء الإخوة أحد عشر، وسجدوا له، وبذلك تحقق حلم سيدنا يوسف عندما قال: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف: 4]. فالمقصود بأحد عشر كوكباً، أي إخوته وعددهم 11، والمقصود بالشمس والقمر هو أمه وأبوه. وهكذا يتحقق الحلم الذي رآه عندما كان صغيراً. وفي هذا المشهد يبقى سيدنا يوسف على تواضعه أمام أبويه وتواضعه لله تعالى، ويتذكر نعمة الله عليه ولا ينساها أبدأً ويخاطب أباه فيقول له: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) [يوسف: 100].
دعاء سيدنا يوسف عليه السلام
لقد دعا سيدنا يوسف وهو في هذه الحالة دعاءً عظيماً، يعبّر فيه عن شكره لله تعالى، ويتذكر عَظَمَة الخالق تبارك وتعالى، ويعترف بأنه عبدٌ لله مهما نال من الملك. ويطلب من الله تعالى أن يتوفَّاه على الإيمان والإسلام، وأن يجعله من الصالحين ويلحقه بهم يوم القيامة. لنقرأ أسلوب القرآن الرائع في التعبير عن دعاء سيدنا يوسف عليه السلام: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101].
وأخيراً يختتم الله تبارك وتعالى هذه القصة الجميلة مخاطباً حبيبنا وسيدنا محمداً صلى الله عليه وسلّم، فيقول له: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) [يوسف: 102]. أي أن هذه القصة هي من أخبار الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، وأنك يا رسول الله لم يكن لديك علم بهذه القصة وبالمكر الذي صنعه إخوة يوسف، لولا أن الله هو الذي أخبرك بها.
مواعظ وعبر من قصة يوسف
- إن الله تعالى قد أنجى يوسف عندما كان في الجب، وذلك لأنه كان إنساناً مؤمناً بالله وواثقاً برحمة الله تعالى، وكان مطيعاً لأبويه. وهنا نتعلّم أن كل من يطيع الله ويطيع الرسول ويطيع والديه سوف يرحمه الله وينجّيه من المهالك، وإذا أردت أن يكون الله معك في الأوقات الصعبة، فكن أنتَ مع الله في أوقاتك العادية. وعندما تعرّض سيدنا يوسف عليه السلام إلى محاولة اعتداء من زوجة العزيز، رفض أن يعصي الله لأنه كان يخاف من الله، ولذلك فقد نجَّاه الله منها.
- حتى في أصعب الأوقات عندما دخل سيدنا يوسف السجن، نجده قد صبر وفضَّل السجن على المعصية، وقال وهو في السجن: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [يوسف: 37-38].
- إن هذه القصَّة تعلِّمنا الصبر بجميع أنواعه. صبر الأب على أبنائه، وصبر الأخ على إخوته. وصبر المؤمن عندما يتعرّض للمواقف الصعبة، والتي يلجأ فيها إلى الله تبارك وتعالى. تعلّمنا أن الكذب لن يدوم طويلاً. فإخوة يوسف كذبوا على أبيهم، وقالوا بأن الذئب قد أكل يوسفَ. ولكن هذه الكذبة لم تستمر، فقد انكشفت حقيقتهم وعندها أحسّوا بالخطأ والندم والحسرة. نتعلّم أيضاً أن الله تبارك وتعالى لا يتخلّى عن عباده المؤمنين الصابرين. فبالرغم من كل المواقف التي تعرّض لها يوسف في حياته، كان دائماً يجد الله إلى جانبه، وهذا هو المؤمن الحقيقي.
- المؤمن يجب ألا يتكبر وألا يصيبه الغرور عندما يكرمه الله بنعمة أو منصب أو مال. بل المؤمن الذي يحبه الله هو من يزداد تواضعاً كلما زاد ماله وعلمه ومركزه. لذلك فقد قال يوسف قولاً عظيماً يعكس لنا قوة إيمانه بالله: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 90].
إذن التقوى والصبر هما الطريق الوحيد للإحسان الذي نهايته إلى الجنة، والصبر هنا يجب أن يكون من أجل الله تعالى.
- لسيدنا يعقوب عليه السلام موقف عظيم يتمثل في ثقته المطلقة برحمة الله تعالى وهو في أشد حالات الحزن! بل ويأمر أبناءه ألا يفقدوا الأمل من رحمة الله وكرمه سبحانه. ولذلك فقد قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 86-87]. فالكافر هو من يفقد الأمل من رحمة الله وعطائه وكرمه، أما المؤمن كلّما أصابته مصيبة التجأ إلى الله ليجد الله قريباً مجيباً.
- إن سيدنا يوسف وهو في قمّة الملك وعلى أعظم دولة في ذلك الزمن، لم ينسَ أبداً أنه سيموت ويعود إلى الله وأن الله تعالى سيجزيه بأعماله، ولذلك فقد قال: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101].
والآن أخي الحبيب
يمكنك بعد أن فهمت هذه القصة أن تحفظها في صدرك، وذلك بأن تقوم باختيار كل عدد من الآيات والتي تشكل مقطعاً مستقلاً، وقد يبلغ عدد مقاطع السورة عشرين مقطعاً مثلاً. وتقوم بحفظ المقطع الأول ثم تحفظ المقطع الثاني، ثم تربط المقطعين وتحفظهما معاً.
بعد ذلك تبدأ بالمقطع الثالث ثم الرابع ثم تربطهما معاً وتحفظهما باستمرار، ثم تحفظ المقاطع الأربعة، بعد ذلك تأخذ فترة استراحة، وتبدأ تكرر هذه المقاطع الأربعة على اعتبارها مقطعاً واحداً حتى تحفظها جميعا. ثم تنتقل للمقطع الخامس وبعده السادس ثم تربط بينهما.... وهكذا وفق سلسلة من المقاطع وذلك حتى تنتهي من السورة بنجاح إن شاء الله تعالى. | |
|
| |
إدارة الثريا المشرف العام
عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 26/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) الجمعة يناير 18, 2008 3:48 pm | |
| | طريقة إبداعية لحفظ القرآن (6) الحفظ أثناء النوم!
سوف أحدثك عزيزي القارئ عن أحدث طريقة مكتشفة للتعلم أثناء النوم، وإذا تذكرنا أن أحدنا يمضي ثلث عمره في النوم ندرك أهمية هذا الموضوع، لنقرأ ونستفيد.. | سيكون هذا الدرس مختلفاً عن الدروس السابقة، فقد وجدتُ طريقة مناسبة للحفظ وهي تكميلية أثناء النوم! ولذلك أخي القارئ أنصحك أن تستفيد من وقت نومك في حفظ القرآن الكريم! قصة مع القرآنلقد كنتُ في فترة من الفترات أستمع إلى القرآن وأنا نائم، وذلك من خلال آلة التسجيل التي أتركها تعمل وأستمع إلى صوت أحد المقرئين وأنام. وبعد فترة بدأتُ ألاحظ أن عملية الحفظ قد أصبحت أسهل بكثير، بل وبعد عدة سنوات لاحظتُ أن ما حفظته من القرآن قد تثبت في ذاكرتي، وقد تمضي سنوات لا أراجع سورة محددة ثم أجد نفسي أحفظها على الرغم من عدم المراجعة!!وقد وجدتُ تفسيراً لهذه الظاهرة، وهو أن الحفظ أثناء النوم يترك انطباعا وتأثيراً أكبر بكثير من الحفظ أثناء اليقظة، ولذلك جعل الله النوم آية من آياته العظمى. وعلينا أن نغتنم الوقت لأن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يؤكد على أهمية الوقت بالنسبة للمؤمن. حقيقة علمية مذهلةإذا نام أحدنا بمعدل 8 ساعات كل يوم، فهذا يعني أنه يمضي ثلث عمره في النوم، بل إن أكثر شيء نصرف فيه الوقت هو النوم! ولكن هل يعني أن النوم لا فائدة منه؟ أم أنه آية من آيات الله تعالى عندما قال: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23]. إذن النوم سواء كان في الليل أو في النهار فهو آية أي معجزة من معجزات الله التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها. وانظر معي كيف ختمت الآية بكلمة: (يَسْمَعُونَ) وكأن هنالك علاقة بين حاسة السمع وبين عملية النوم، وهذا ما أثبته العلماء بالصورة الحيةَّ!فقد قام أحد العلماء بمراقبة أشخاص أثناء نومهم، وقام بتصوير دماغ كل منهم بطريقة المسح بالرنين المغنطيسي، وقد وجد أن الدماغ ينشط أثناء النوم! ثم قام بقراءة بعض المعلومات على هؤلاء النائمين، وكانت المفاجأة أنه وجد استجابة من الدماغ لما يقرأه، إذن عملية التعلم تحدث مع العلم أن الإنسان نائم، ولكن ما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة الغريبة؟بل إن الأبحاث الجديدة على الدماغ وفي علم النوم بينت أن الدماغ لا يهدأ حتى وهو نائم، بل إن الدماغ يقوم بتثبيت المعلومات التي تعلمها في النهار يثبتها أثناء النوم، فسبحان الله! وقد وجدتُ فوائد كثيرة لاستماع القرآن وخصوصاً أثناء النوم، وسوف أقتطع جزءاً من مقالة لي بعنوان: العلاج بالاستماع إلى القرآن: إن السماع المتكرر للآيات يعطي الفوائد التالية والمؤكدة:
بينت الصور الملتقطة الدماغ أثناء النوم، أن الدماغ يقوم بنشاطات العلم والتذكر وتثبيت الحفظ أثناء النوم، ولذلك يقوم العلماء اليوم بابتكار طريقة جديدة للحفظ أثناء النوم، فهل نسبقهم ونستفيد من هذه الطريقة التي سخرها الله لنا في حفظ القرآن؟ مصدر المعلومة: جامعة هارفارد الأمريكية. | - زيادة في مناعة الجسم.- زيادة في القدرة على الإبداع.- زيادة القدرة على التركيز.- علاج أمراض مزمنة ومستعصية.- تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.- الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي.- علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور.- القدرة على اتخاذ القرارات السليمة.- سوف تنسى أي شيء له علاقة بالخوف أو التردد أو القلق.- تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى.- علاج لكثير من الأمراض العادية مثل التحسس والرشح والزكام والصداع.- تحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام.- وقاية من أمراض خبيثة كالسرطان وغيره.- تغير في العادات السيئة مثل الإفراط في الطعام وترك الدخان.هنالك بعض التساؤلات التي يطرحها بعض الإخوة ممن يقومون بحفظ كتاب الله تعالى بالاعتماد على هذه الطريقة الإبداعية، ولا د من الإجابة عنها في هذا الدرس كما وعدتهم.كيف كانت تجربتكم مع تأمل النواحي البلاغية، للقرآن الكريم وأنتم أهل الاختصاص العلمي؟ لا يوجد أجمل من اللحظات التي يعيش فيها المؤمن مع القرآن حفظاً وتأملاً وتدبراً. ومن عظمة القرآن أنه يساعدك على تقوية لغتك العربية بمجرد التكرار والحفظ، بل إن تكرار قراءة القرآن والاستماع إليه تكسب الإنسان الكثير من النواحي اللغوية والبلاغية.ولكن عندما كانت تعترضني بعض الكلمات الصعبة كنت ألجأ إلى بعض التفاسير الميسرة، أو بعض معاجم اللغة مما أجده سهل الوصول إليه. وكنتُ أتأمل آية من القرآن لمدة ساعة مثلاً، وأحاول أن أفكر فيها وفي كلماتها ودلالاتها وتجدني أكتسب معاني جديدة بمجرد التأمل، ولذلك يقول تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن) [النساء: 82].في أثناء تأملكم للأحكام التشريعية هل كنتم تستعينون بكتب الفقه؟إن الاستعانة بالمراجع والكتب ضرورية، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها، فأي كتاب تعثر عليه في التفسير أو الفقه أو اللغة أو القصص القرآني أو أي كتاب له علاقة بالقرآن وبخاصة علوم الإعجاز، كلها ضرورية ونافعة ولكن بشرط أن نخلص النية لله تعالى وأن يكون هدفك من حفظ القرآن هو وجه الله تعالى، وليس ليقال عنك إنك حافظ للقرآن!دعاؤنا دائما أن يرزقنا الله حفظ كتابه وحسن العمل بما فيه فما هي برأيكم الأمور التي تعين على حسن العمل بما في كتاب الله من خلال تجربتكم الخاصة؟هنالك شيء مهم يعين الإنسان على حفظ القرآن وقد يغفل عنه معظم الناس ألا وهو أن تنظر إلى القرآن على أنه أهم شيء في الوجود. ويمكنك أن تختبر نفسك حول ذلك بطريقة بسيطة: هل أنت مستعد أن تترك عملاً يدر عليك أرباحاً طائلة من أجل أن تحفظ القرآن؟ هل أنت مستعد أن تترك أصدقاءك ومن تحبهم من أجل أن تحفظ القرآن، وهل أنت مستعد أن تفرغ أحسن وقت عندك لحفظ القرآن؟ إذا كنتَ تتخيل أنك تستطيع ذلك فإن هذا له أثر قوي جداً على نجاح حفظك للقرآن. وإذا كنتَ لا تتخيل نفسك تفعل ذلك فمعنى هذا أنك بحاجة لمزيد من التعلق والحب للقرآن، طبعاً القرآن يأمرنا بالعمل وصلة الرحم وفعل الخيرات للآخرين، ولكن أين تضع القرآن في حياتك في أي مرتبة، هل المال والعمل والأصدقاء أولاً أو القرآن، هذا ما ينبغي عليك أن تفكر فيه.
مهما أعطيت من وقتك للقرآن فلن ينقص هذا الوقت! بل على العكس ستكتشف دائماً أن لديك زيادة في الوقت. أي أننا لو أنفقنا كل وقتنا على سماع القرآن فسوف نجد أن الله سيبارك لنا في هذا الوقت وسيهيئ لنا أعمال الخير وسيوفر علينا الكثير من ضياع الوقت والمشاكل، بل سوف تجد أن العمل الذي كان يستغرق معك عدة أيام لتحقيقه، سوف تجد بعد مداومة سماع القرآن أن نفس العمل سيتحقق في دقائق معدودة!! | تجربة قارئةلقد كان من بين الكثيرين الذين تابعوا أجزاء هذه الطريقة وانتفعوا بها بإذن الله تعالى أخت كريمة من المغرب، وأحببتُ في نهاية هذا الدرس أن أذكر ما قالته الأخت حنان عن تجربتها في حفظ كتاب الله تعالى:بداية قصتي لحفظ القرآن الكريم وبداية حبي وتعلقي بالقرآن, هو قلقي الدائم والمستمر, غضبي السريع لأي مشكلة ولو بسيطة, قلقي للمستقبل مع أنه لا تواجهني أية مشكلة مادية, ولا يواجهني أي استقرار عائلي بالعكس, لي والدين أحسن ما أملك, وأخ رائع, وأربع أخوات كلهن موفقات في حياتهن, أصغرهن طبيبة وأستاذة بكلية الطب. ما كنت أبحث عنه هو استقرار لنفسي, نصيحة أخي الكبير وأختي كذلك: أقرئي يا حنان القرآن الكريم! ورغم قراءته، أحس براحة مؤقتة, ثم بعدها طالما يراودني الإحساس بالقلق.ذات يوم وأنا أقرأ المقالات في موقع المهندس عبد الدائم الكحيل بعد حصولي على العنوان من صديقة لي لفتت انتباهي هذه المقالة الرائعة، خصوصا بعد معرفة مجموعة من فوائد حفظ القرآن رفيق للموت، ستفتح أبواب الخير، كل العلوم قصص الأولين ... لقد قرأتُ هذه المقالة عدة مرات و أكثر من شهر وكان قراري بأن أبدء أهم مشروع في حياتي.وبعد أن اطلعتُ على الطريقة الإبداعية لحفظ القرآن أحسست أخيرا بطمأنينة وذهب تدريجيا القلق وخصوصا الخوف، "وكانت هي السبب بعد عدة محاولات للحفظ في بدء تشبثي بالقرآن الكريم. لم أكن ادري بأن كل شيء له حل.الطريقة الإبداعية لحفظ القرآن هي بداية قصتي في حفظ القرآن الكريم وبداية حبي وتعلقي بالقرآن, خصوصا الطريقة الإبداعية لحفظ القرآن رقم1 : لماذا أحفظ القرآن, صراحة طوال حياتي لم أطرح مثل هذا السؤال؟ ما يخص طريقة التجزيء لعدة مقاطع و طريقة الاستماع إلى القرآن أطول مدة ممكنة, هذه الطريقة كانت مثمرة جداً.تصور أخي عبد الدائم مدى امتناني لك ومدى تقديري لك, ومدى شكري للحق سبحانه، دائما أدعو الله لك بظهر الغيب جزاك الله كل الخير، كل التمنيات لك بأن يحفظك الله تعالى: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). | |
|
| |
إيمان مبدع نشيط
عدد الرسائل : 30 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 30/12/2007
| موضوع: رد: سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) الجمعة يناير 25, 2008 2:37 am | |
| بارك الله فيك أختي مشروع رائع أسأل الله أن يثقل به موازين حسناتك | |
|
| |
| سلسلة دروس : (طريقة إبداعية لحفظ القرآن) | |
|